Header Ads

ad

صوم الميلاد بقلم : القمص أثناسيوس فهمي جورج





صوم الميلاد
بقلم : القمص أثناسيوس فهمي جورج
وضعت الكنيسة صوم الميلاد بقصد الاستعداد للقاء المسيح الرب المولود الآتي لخلاصنا ، فنصوم لتجديد حياتنا الروحية حيث الصوم والصلاة والتسبيح والعطاء والتأمل ،
يجعلوا داخلنا مذوداً يُولد فيه المسيح المتجسد…. بسعى كل واحد منّا في صدق ليهيئ نفسه كما يليق مشتركًا مع الكنيسة ليفرح بالحدث
الخلاصي المشترك. ( هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء…..) .
صوم الميلاد هو:
أن نتحضر بالتوبة وتبييض الثياب لاستقبال الملك المولود ، نستقبله بزينة النفس فنذوق وننظر طِيبته ونرتل “المسيح وُلد فمجِّدوه واستقبِلوه” ، فهل ندرك أن صومنا هو إعداد وتحضير وتهيئة لاستقبال السيد في مذود قلوبنا؟؟
وهل عرفنا ان صومنا هو تحضير للعلية كي يأتي ويحل بخيمته فيجد مكانًا في مذودنا ليستريح ويُولد فيه؟؟ 
إننا نصوم لاستقبال حضور الرب بالجسد، وتأسيس كنيسته جسدًا له عبر التاريخ ، بعد أن كلم قديمًا الأنبياء بأنواع وطرق شتى ، كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة بابنه الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح… نصوم لنتهيأ من جديد كي يولد فينا ويحل بيننا ويقدس طبيعتنا . انه لم يُنزّل لناإن إيماننا ليس مجرد معتقد أو أدب وفلسفات ، بل هو التزام مُعاش وحياة بإلهنا الذي تجسد في التاريخ ، وكلَّمنا في أنبيائه القديسين وظهر لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت، بتجسده العجيب والمحيي… إن إيماننا ليس فرضيات لكنه واقع ، ليس أفكارًا، لكنه حدثاً بدّل مجرى التاريخ عندما نظر الله لنا شيئاً أفضل ، حتى لا نهمل خلاصًا كهذا !! مظهرين ثباتًا وأعمالاً وثمارًا تليق بكرامة انسانيتنا وتعقلنا واتحادنا بالكلمة اللوغس ، الذي انعم علينا بنعمة ووزنة العقل والحرية ونقلنا من الظلمة والاستعباد ، لنبصر نوره العجيب الذي أشرق من المشارق بمجد الأعالي وسلام الأرض ومسرة الناس ، وهو حاضرا معنا وفينا الان وكل أوان والي انقضاء الدهر .


No comments