أين مسيح الخلاص؟ – بقلم الأب بطرس المقارى – Fr. Mikael Abdelmalek
أين مسيح الخلاص؟!
بقلم الأب بطرس المقارى
(1950-1995م) – ميلادة ونياحته
طرق بابي سائل ففتحت له فوجدته ملاك الموت:
جاء لأخذ روحى إذ قد حانت ساعتى، فاستمهلته قليلاً ريثما أكتب هذه الكلمات، واستسمحته حتى آخذ معي القلم والوريقات، فأذن لى بشرط ألا أكتب ما يدخل فى عداد الأسرار أو المحظورات أو الكلمات التى لا يُنطق بها ولا يصوغ لإنسان أن يتكلم بها، فشكرته إذ قبل شفاعة القديسين ولإعطائه هذه الفرصة.
الواقع أن ساعة الموت رهيبة:
رغم انتظاري وترقبي لها زمناً طويلاً، ولكن مقدار رهبتها يتناسب مع مقدار الإهمال فى الاستعداد لها. بمعنى أن من يضعها أمام عينيه ويستعد لها مجاهداً كل يوم حاملاً صليبه، مُميتاً لذاته كل حين، تكون لحظة انطلاقه لحظة فرح وسرور ومسرة لا تُحد، كما رأينا بعض القديسين يُشرق وجهه بنور، أو تُحيط به ملائكة، أو ينظر السماء مفتوحة لاستقباله.
أما لمن تناسى هذه اللحظة فباغتته، فأن فزعها يكون مريعاً، واضطرابها فظيعاً. أما أنا فقد امتزج فرح الانطلاق المرتقب برهبة تصفية الحساب ودفع الديون، حيث تتنازع النفس فى هذه اللحظة مجموعتان من القوى:
دين هائل من الخطايا والزلات وأصدقاء السوء، وفضائل وأعمال صالحه وشفاعات قديسين وملائكة.
Post a Comment